هو
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي
الحنبلي الشهير بشمس الدين،[1]
عرف بالعلم والالتزام بالدين واشتهر خصوصاً بابن قيم الجوزية.[2]
ولد في اليوم السابع من شهر صفر لعام 691هـ،
الموافق 2
فبراير 1292 مـ.[3] وقيل
أنه ولد في ازرع جنوب سوريا وقيل
في دمشق.
عرف من حياة والده أنه كان ذا علم وفضل ونباهة شأن وآله كانوا مثالا لعلوم الأخلاق
ومكارمها.[4]
قال ابن كثير عنه: "كان (ابن قيم الجوزية) حسن القراءة والخلق كثير التودد،
لايحسد أحدا ولا يؤذيه ولايستعيبه ولا يحقد على أحد وبالجملة كان قليل النظر فى
مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق الفاضلة".[5]
كان
ابن القيم الجوزية موصوف فى ترجمته بالحنبلي كأسلافه وعقبه، ولكن حظه منه الاتباع
لما أيده الدليل.[6] ومنهجه
فى عامة كتبه ومباحثه ما يسير عليه رواد المدرسة السلفية التى شيدها شيخ الإسلام
ابن تيمية. وأهم خصائص هذه المدرسة هي: الاعتماد
على الأدلة من الكتاب والسنة، وتقديم أقوال الصحابة رضي الله عنهم على من سواهم،
والسعة والشمول.[7]
قد ارتبطت حياة ابن القيم العملية بحياته العلمية ارتباط الروح بالبدن، فلم
تخرج أعماله التى سجلها التاريخ عن محيط العلم وخدمته. ونستطيع أن نحصر مؤلفاته بلغت
أكثر من 98 مؤلفاً، منها ما يلي: إعلام الْمُوَقِّعِينَ عن رب
العالمين. إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان. بدائع الفوائد، تُحْفَةُ الْمَوْدُودِ
بِأَحكامِ الْمَولُود، تهذيب مختصر سنن أبي داود، جَلاءُ الأفهامِ في الصَّلاةِ
والسَّلامِ عَلى خَيْرِ الأَنَامِ، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، حادي
الأرواح إلى بلاد الأفراح، روضة الْمُحِبِّين وَنزهةُ الْمُشْتَاقِين، الرُّوح، زَادُ
الْمَعَادِ فِي هَدْيِ خَيْرِ الْعِبَادِ، شفاءُ العَلِيلِ في مسائلِ القضاء والقدر والحكمة والتعليل، الوَابِلُ الصَّيِّبُ
من الكَلِمِ الطَّيِّبِ، طريقُ الْهِجْرَتَيْنِ وبَابُ السَّعَادَتين، عِدَةُ
الصَّابرين وذخيرةُ الشَّاكرين، الفوائد، مَدَارِجُ السَّالِكِين بين مَنَازِلِ
إيَّاك نَعْبدُ وإياك نَسْتَعِين، الْمَنَارُ الْمُنِيفُ في الصَّحِيحِ
والضَّعِيفِ، مفتاحُ دارِ السَّعادة، ومنشورُ ولاية أهل العِلْمِ والإرادة).
[1] بكر بن عبد الله أبو زيد، المرجع
السابق: 17
[2] مراجع سيرته: ذيل طبقات الحنابلة لابن
رجب (2/447)، ذيل
العبر للذهبي (5/282)، المقصد الأرشد لابن مفلح (2/ 384)، الدر المنضد للعليمي (2/ 521) المنهج الأحمد للعليمي (5/92)، معجم المؤلفين لرضا كحالة (3/164)، ابن القيم حياته وآثاره للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.
[3] انظر: طبقات المفسرين (2/91) طبقة الأولى: 1396 هـ، بمطبعة الاستقلال بمصر.
[4] بكر بن عبد الله أبو زيد، المرجع
السابق، ص: 43
[5] انظر: البداية والنهاية:
(14/202) وقال ابن رجب: "كان رحمه
الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف
بالمحبة والإنابة والاستغفار إلى الله والانكسار له، والإطراح بين يديه على عتبه
عبوديته لم أشاهد مثله فى ذالك، ولا رأيت أوسع منه علما ولا أعرف بمعاني القرآن
والسنة وحقائق الإيمان أعلم منه وليس هو المعصوم ولكن لم أر فى معناه مثله".
انظر: ذيل طبقات الحنابلة، (2/450)
[6] بكر بن عبد الله أبو زيد، المرجع
السابق: 73
[7] ثم فتاوى التابعين، ثم
فتاوى تابعيهم، وهكذا، والقياس، والاستصحاب، والمصلحة، وسد الذرائع، والعرف.
انظر:بكر بن عبد الله أبو زيد، المرجع السابق: 75-96.