Senin, 13 Mei 2013

البحث في النفس والروح


النفس والروح
        أطلق النفس فى القرآن على شيئ فى داخل كيان الإنسان، جامع لكثير من الصفات والخصائص الإنسانية التي لها آثارا فى السلوك الإنساني.[1] فالنفس البشرية كلها قد خلقت من نفس واحدة، هي نفس الإنسان الأول (آدم)، ثم اشتق الخالق من هذه النفس الواحدة نفس زوجها، ثم بثّ منهما عن طريق التناسل كل السلالات البشرية المتكاثرة حتى تقوم الساعة.[2] فالنفس هي المُكلّفة دائماً والمُخاطبة في القرآن (والنفس هي الذات) وهي الأساس في الإنسان وما الجسد إلا ثوباً للنفس ترتديه كي يكون الوسيط فيما بينها وبين العالم المادي وذلك من خلال الحواس الخمس.
فما حقيقة النفس؟ هل هي جزء من أجزاء البدن أو عرض[3] من أعراضه؟ أو جسم مساكن له مودع فيه أو جوهر[4] مجرد؟ وهل هي الروح أو غيرها؟ وهل الإمارة واللوامة والمطمئنة نفس واحدة لها هذه الصفات أم هي ثلاث أنفس؟.
  
حقيقة النفس.
قالت طائفة: النفس هي النسيم الداخل والخارج بالتنفس قالوا والروح عرض وهو الحياة فقط وهو غير النفس وهذا قول القاضي أبو بكر بن الباقلاني ومن اتبعه من الأشعرية.[5] وقالت طائفة ليست النفس جسما ولا عرضا وليست النفس في مكان ولا لها طول ولا عرض ولا عمق ولا لون ولا بعض ولا هي في العالم ولا خارجه ولا مجانبة له ولا مباينة وهذا قول المشائين وهو الذي حكاه الأشعري عن ارسططاليس وزعموا أن تعلقها بالبدن لا بالحلول فيه ولا بالمجاورة ولا بالمساكنة ولا بالالتصاق ولا بالمقابلة وإنما هو التدبير له فقط واختار هذا المذهب البسنجي ومحمد بن النعمان الملقب بالمفيد ومعمر بن عباد الغزالي وهو قول ابن سينا وأتباعه.[6]
وقالت فرقة أخرى من أهل الحديث والفقه والتصوف الروح غير النفس، قال مقاتل بن سليمان للإنسان حياة وروح ونفس فإذا نام خرجت نفسه التي يعقل بها الأشياء ولم تفارق الجسد بل تخرج كحبل ممتد له شعاع فيرى الرؤيا بالنفس التي خرجت منه وتبقى الحياة والروح في الجسد فيه يتقلب ويتنفس فإذا حرك رجعت إليه أسرع من طرفة عين فإذا أراد الله عز وجل أن يميته في المنام أمسك تلك النفس التي خرجت وقال أيضا إذا نام خرجت نفسه فصعدت إلى فوق فإذا رأت الرؤيا رجعت فأخبرت الروح ويخبر الروح فيصبح يعلم أنه قد رأى كيت وكيت. ثم قال أبو عبد الله بن منده ثم اختلفوا في معرفة الروح والنفس فقال بعضهم النفس طينية نارية والروح نورية روحانية   وقال بعضهم الروح لاهوتية والنفس ناسوتية وأن الخلق بها ابتلى.
ثم قالت طائفة وهم أهل الأثر أن الروح غير النفس والنفس غير الروح وقوام النفس بالروح والنفس صورة العبد والهوى والشهوة والبلاء معجون فيها ولا عدو أعدى لابن آدم من نفسه فالنفس لا تريد إلا الدنيا ولا تحب إلا إياها والروح تدعو إلى الآخرة وتؤثرها وجعل الهوى تبعا للنفس والشيطان تبع النفس والهوى والملك مع العقل والروح والله تعالى يمدهما بالهامة وتوفيقه.
فالقول الصحيح عند ابن قيم الجوزية هو أن النفس هي جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نورانى علوي خفيف حي متحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد.[7] واستدل علي صحة هذا القول بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث وإجماع الصحابة وأدلة العقل.[8] وسم ابن قيم النفس روحا لحصول الحياة بها وسميت نفسا إما من الشيء النفيس لنفاستها وشرفها وإما من تنفس الشيء إذا خرج، فلكثرة خروجها ودخولها في البدن سميت نفسا ومنه النفس بالتحريك فإن العبد كلما نام خرجت منه، فإذا استيقظ رجعت إليه فإذا مات خرجت خروجا كليا فإذا دفن عادت إليه فإذا سئل خرجت فإذا بعث رجعت إليه.
والفرق بين النفس والروح فرق بالصفات لا فرق بالذات وإنما سمي الدم نفسا لأن خروجه الذي يكون معه الموت يلازم خروج النفس، وإن الحياة لا تتم إلا به كما لا تتم إلا بالنفس.[9] أن البدن مركب ومحل لتصرف النفس فكان دخول البدن وخروجه وانتقاله جاريا مجرى دخول مركبه من فرسه ودابته.[10] والنفس موصوفة بالعلم والفكر والحب والبغض والرضا والسخط وغيرها من الأحوال النفسانية.[11]
وأما القوى التي في البدن فإنها تسمى أيضا أرواحا فيقال الروح الباصر والروح السامع والروح الشام فهذه الأرواح قوى مودعة في البدن تموت بموت الأبدان وهي غير الروح التي لا تموت بموت البدن ولا تبلى كما يبلى ويطلق الروح على أخص من هذا كله وهو قوة المعرفة بالله والإنابة إليه ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه وإرادته ونسبة هذه الروح إلى الروح كنسبة الروح إلى البدن فإذا فقدتها الروح كانت بمنزلة البدن إذا فقد روحه. وهي الروح التي يؤيد بها أهل ولايته وطاعته ولهذا يقول الناس فلان فيه روح وفلان ما فيه روح ونحو ذلك. فللعلم روح وللإحسان روح وللإخلاص روح وللمحبة والإنابة روح وللتوكل والصدق روح والناس متفاوتون في هذه الأرواح أعظم تفاوت فمنهم من تغلب عليه هذه الأرواح فيصير روحانيا ومنهم من يفقدها أو أكثرها فيصير أرضيا بهيميا.[12]

هل النفس واحدة أم ثلاث؟
فقد وقع في  كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاث انفس نفس مطمئنة ونفس لوامة ونفس أمارة وأن منهم من تغلب عليه هذه ومنهم من تغلب عليه الأخرى ويحتجون على ذلك بقوله تعالى: يا أيتها النفس المطمئنة، وبقوله تعالى: لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة، وبقوله تعالى: إن النفس لأمارة بالسوء.
ويقول ابن قيم إن نفس الإنسان في الحقيقة واحدة، ولكن لها صفات فتسمى بإعتبار كل صفة باسم. فتسمى مطمئنة بإعتبار طمأنينتها إلى ربها بعبوديته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه والرضا به والسكون إليه.[13] ولا يمكن حصول الطمأنينة الحقيقية إلا بالله وذكره، كما قال تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب.[14] وتسمى لوامة لتوقعها فى الذنب والجهل والظلم التى يلومها الله وملائكته.[15] وتسمى الأخير بالأمارة لكونها مذمومة، فإنها التي تأمر بكل سوء. فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له كما قال تعالى: وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم وقال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا وقال تعالى لأكرم خلقه عليه وأحبهم إليه ^ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا.

الروح
        إن الروح من أعظم الآيات التى تدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وقدرته. والبحث فيه أمر من الغيبيات لا يدركه العقل الإنسانى، لكن بعقله يدرك الإنسان أن هناك شيئا خارقا يحرك جسمه ويرى كل لخظة هذه الآيات العظمى ويتيقن الإنسان من وجودها حين يشهد الموت.[16] فلفظ الروح لم يتكرر فى القرآن إلاّ قليلا، واستعماله كان متنوعا.[17] فالروح من الأسرار الخفية التى لا يعلمها إلا رب البرية وإنها من أمر الله ولا يطلع على أمر الله أحد.[18] فهي التي تجعل خلايا الجسد حيّة وهي التي تجعل القلب ينبض والدم يجري والمعدة تهضم والشعر ينمو وغير ذلك من جميع العمليات (اللا إرادية).
فمات الإنسان بفراق روحه بدنه كان موت النفس في نفسها ميتة بمعنى زوال حياتها عنها ولهذا قال تعالى:{لاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ[19] وقال تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[20]}. فالموت المثبت غير الموت المنفي المثبت هو فراق الروح البدن والمنفي زوال الحياة بالجملة عن الروح والبدن وهذا كما أن النوم أخو الموت فيسمى وفاة ويسمى موتا وكانت الحياة موجودة فيهما. قال تعالى فى الزمر: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.[21]


[1]   عبد الرحمن حسن جنبكة الميداني، الأخلاق الإسلامية وأسسها الجزء الأول، دار القلم، دمسق، 1420هــــ 1999مـ، ص: 229
[2]  عبد الرحمن حسن جنبكة الميداني، المرجع السابق، ص: 229
[3]  العرض: باصطلاح الفلاسفة والمتكلمين هو ما لا يقوم بنفسه كاللون والرائحة والطول.
[4]  الجوهر: باصطلاح الفلاسفة والمتكلمين هو ما قام بنفسه، عقس العرض.
[5]  ابن قيم الجوزية، الروح، في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة، تحقيق: محمد اسكندر يلدا، دار المكبت العلمية، بيروت، لبنان، 1982، ص: 240، وقال في هذا القول " لو كانت كما يقوله أنها عرض لكان الإنسان كل وقت قد يبدل مائة ألف نفس أو أكثر والإنسان إنما هو إنسان بروحه ونفسه لا ببدنه وكان الإنسان الذي هو الإنسان غير الذي قبله بلحظة وبعده بلحظة وهذا من نوع الهوس ولو كانت الروح مجردة وتعلقها بالبدن بالتدبير فقط لا بالمساكنة والمداخلة لم يمتنع أن ينقطع تعلقها بهذا البدن وتتعلق بغيره كما يجوز انقطاع تدبير المدبر لبيت أو مدينة عنها ويتعلق بتدبير غيرها وعلى هذا التدبير فنصير شاكين في أن هذه النفس التي لزيد هي النفس الأولى أو غيرها وهل زيد هو ذلك الرجل أم غيره وعاقل لا يجوز ذلك فلو كانت الروح عرضا أو أمرا مجردا لحصل الشك المذكور." انظر: ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 261
[6]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 240. وأكد أن هذا القول هو أردى المذاهب وأبطلها وأبعدها من الصواب.
[7]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 276
[8]   انظر: ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 277-289
[9]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 291-292
[10]   ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 260-261
[11]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 261
[12]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 293-294
[13]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 293-295
[14]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 295
[15]  ابن قيم الجوزية، الروح...، ص: 302
[16]  نبيه عبد الرحمان عثمان، المرجع السابق، ص: 103
[17]  وقد وردت هذه الكلمة بما يفيد إضافة الحياة من الله على الإنسان. كقوله تعالى: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيْهِ مِنْ رُوْحِى فَقَعُوْا لَهُ سَاجِدِيْنَ (سورة: الإسراء: 85)  وقوله تعالى: ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيْهِ مِنْ رُوْحِهِ (سورة: الحجر: 129)
[18]  نبيه عبد الرحمان عثمان، المرجع السابق، ص: 104
[19]  البقرة: 154
[20]  آل عمران: 169، مع أنهم موتى داخلون في قوله آل عمران كل نفس ذائقة الموت وفي قوله الزمر إنك ميت وإنهم ميتون وقوله الحج وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم
[21]  الزمر: 42

Jalaluddin Rumi, Penyair Sufi Terbesar dari Konya-Persia

          Dua orang bertengkar sengit di suatu jalan di Konya. Mereka saling memaki, “O, laknat, jika kau mengucapkan sepatah makian terh...