القلب
لفظ القلب يطلق لمعنيين، أحدهما: اللحم الصنوبري
الشكل، المودع في الجانب الأيسر من الصدر، وهو لحم مخصوص، وفي باطنه تجويف، وفي
ذلك التجويف دم أسود هو منبع الروح ومعدنه، ولسنا نقصد الآن شرح شكله وكيفيته، إذ
يتعلق به غرض الأطباء، ولا يتعلق به الأغراض الدينية، وهذا القلب موجود للبهائم،
بل موجود للميت، ونحن اذا اطلقنا لفظ القلب في هذا البحث لم نعن به ذلك، فإنه قطعة
لحم لا قدر له، وهو من عالم الملك والشهادة، إذ تدركه البهائم بحاسة البصر فضلاً
عن الآدميين.
أشار ابن قيم أن القلب له حياة وموت، ومرض وشفاء، وذلك
أعظم مما للبدن. فحياة القلب ليست مجرد الحس والحركة الإرادية أو
مجرد العلم والقدرة، بل الحياة صفة قائمة بالموصوف وهي شرط في العلم والارادة
والقدرة على الأفعال الاختيارية وهي أيضا مستلزمة لذلك فكل حي له شعور وإرادة وعمل
اختياري بقدرة وكل ماله علم وإرادة وعمل اختياري فهو حي و الحياء مشتق من الحياة
فإن القلب الحي يكون صاحبه حيا فيه حياء يمنعه عن القبائح فإن حياة القلب هي
المانعة من القبائح التي تفسد القلب.[1]
القلب يمرض كما يمرض البدن
وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ
المرآة وجلاؤه بالذكر. ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما
يجوع البدن، وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة.[2]
مرض القلب نوعان: نوع
لا يتألم به صاحبه فى الحال، كمرض الجهل[3]
ومرض الشبهات والشكوك[4]
ومرض الشهوات. وسكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم. والنوع الثانى: مرض
مؤلم له فى الحال، كالهم والغم والحزن والغيظ[5]،[6]
وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى بما يشقى به البدن فكذلك
البدن يتألم كثيرا بما يتألم به القلب، ويشقيه ما يشقيه.[7]
ثم
قسم ابن قيم الجوزية القلب الى ثلاثة : قلب
خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم، و قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد
فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية، و قلب محشو بالإيمان قد استنار
بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات. فالأول: قد استراح الشيطان من إلقاء
الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن.
والثانى: فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال
وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من
أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة. والثالث: قد أقلعت عنه تلك
الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به
فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق وليست
السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء
متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد
والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا
ينال منه شيئا إلا خطفه.
وإنما
يستقيم له هذا باستقامة قلبه وجواره فاستقامة القلب بشيئين : أحدهما أن تكون محبة الله تعالى
تتقدم عنده على جميع المحاب.[8] الأمر
الثاني: تعظيم الأمر والنهى وهو ناشيء عن تعظيم الآمر الناهي فإن الله تعالى ذم من
لا يعظم أمره ونهيه قال سبحانه وتعالى: مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً.[9]
العقل
مجمل
لفظ "العقل" في القرآن الكريم تدور المعاني حول العقل بمعنى القوة "المتهيئة" لقبول العلوم كما في قوله تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ
نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ.[10] و
هذه القوة هي التي يحصل بها التميز بين الحسن و القبيح، و كذلك يكون بها العلم
بصفات الأشياء من حيث الكمال والنقصان. و يسمى العقل قلبا كما يسمى القلب عقلا، قال الحق سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ،[11] و
قول الرسول: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب قال الفراء "أي عقل". و قد
ورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يؤكد هذا المعنى (واعقل عقل قلبك[12])
، (وليعقل قلبك[13])
، (قد أفلح من جعل قلبه واعيا[14]).
كان
الإمام الغزالي (ت 505 هـ) يشير إلى تعدد معاني العقل التي منها قوة تحصيل العلوم،
و الصفة الباطنة التي تميز الإنسان عن الحيوان. إلا أن أهم معاني العقل عنده ترتبط
بمفهوم التحصيل القلبي، و ذلك على معنيين: أحدهما: يراد به العلم بحقائق الأمور، فيكون عبارة عن صفة العلم الذي
محله العقل. الثاني: يراد به المدرك للعلوم فيكون هو القلب أي تلك اللطيفة.
والرازى يقول أن العقل هو العلم ومحل العلم
هو القلب، وأن القلب آلة للتعقل. فيستدل الرازي بقول تعالي: {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} العلم، وقوله:
{يَعْقِلُونَ بِهَا}، ثم قال، إن مجرد العقل سبب في أن يجب علينا فعل ما ينتفع، وترك
ما يتضرر. وهذا كما وفسّر الآية: مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ
وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (الإسراء:15) المراد وما كنا معذبين
في الأعمال التي لا سبيل إلى معرفة وجوبها إلا بالشرع أو بعد مجيء الشرع وقيام الدلائل.[15]
قيشيد ابن القيم بقيمة العقل
وفضله، ويعرف العقل موافقا بما عرفاه الغزلي والرازي، أنه آلة كل علم وميزانه الذي
يعرف صحيحه من سقيمه. ويذكر قول بعض الحكماء السابقين وهو أن العقل ملك والبدن
وروحه وحواسه وحركاتها كلها رعية له. فإذا ضعف عن القيام عليها وتعهدها وصل الخلل
إليها كلها.[16]
ويقول ابن قيم أن العقل عقلان: عقل غريزي طبعي، هو أبو العلم ومربيه ومثمره وعقل
كسبي مستفاد، وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته، فإذا اجتمعا في العبد استقام أمره،
واقبلت عليه جيوش السعادة من كل جانب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإذا فقدهما،
فالحيوان البهيم أحسن حالاً منه، وإذا فقد أحدهما أو انتقص، انتقص صاحبه بقدر ذلك.[17]
ويقسم أيضا إلي عقل علمي و عقل عملي كما فعل الفلاسفة
السابقون مثل الفارابي وابن سينا، وذكر وجود فروق فردية بين الناس من حيث تفوق
وغلبة أحد هذين العقلين على الأخر. فمن الناس من تكون قوته العقلية العلمية أقوى
وأغلب القوتين عليه ويكون ضعيفا فى القوة العملية. ومنهم من يكون عكس ذلك. يقول
ابن قيم: "فمن الناس من يكون له القوة العلمية الكاشفة .....، يبصر الحقائق
ولايعمل بموجبها ويرى المتالف والمخاوف والمعاطب ولايتوقاها، فهو فقيه مالم يحضر
العمل، فإذا حضر العمل شارك الجهال فى التخلف، وفارقهم فى العلم. فهذا هو الغالب
على أكثر النفوس المشتغلة بالعلم. ومن الناس من تكون له القوة العملية الإدراكية
وتكون أغلب القوتين عليه. وتقتضى هذه القوة السير والسلوك والزهد فى الدنيا
والرغبة فى الآخرة والجد والتشمير فى العمل. ويكون أعمى البصر عند ورود الشبهات فى
العقائد والإنحرافات فى الأعمال والأقوال المقامات، كما كان الأول ضعيف العقل عند
ورود الشبهات. فداء هذا من جهله، وداء الأول من فساد إرادته وضعف عقله...."[18]
[1] ابن قيم
الجوزية، رسالة فى أمراض القلوب و شفاؤها، تحقيق محمد حامد الفقي،
الرياض: دار طيبة، 1403 هـ
[2] والمقصود: أن من أمراض القلوب ما يزول بالأدوية الطبيعية.
ومنها ما لا يزول إلا بالأدوية الشرعية الإيمانية انظر: ابن قيم الجوزية، بدائع الفوائد،
على بن محمد العمران، المجلد الأول، دار العلم الفوائد.
[3] الجهل مرض يؤلم القلب. فمن الناس من يداويه بعلوم لا تنفع،
ويعتقد أنه قد صح من مرضه بتلك العلوم، وهى فى الحقيقة إنما تزيده مرضا إلى مرضه،
لكن اشتغال القلب بها عن إدراك الألم الكامن فيه، بسبب جهله بالعلوم النافعة، التى
هى شرط فى صحته وبرئه، وقال النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فى الذين أفتوا
بالجهل، فهلك المستفتى بفتواهم "قتلوه، قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟
فإنما شفاء العى السؤال"، فجعل الجهل مرضا وشفاءه سؤال أهل العلم.
[4] وكذلك الشاك فى الشىء المرتاب فيه، يتألم قلبه حتى يحصل له
العلم واليقين، ولما كان ذلك يوجب له حرارة قيل لمن حصل له اليقين: ثلج صدره، وحصل
له برد اليقين، وهو كذلك يضيق بالجهل والضلال عن طريق رشده، وينشرح بالهدى والعلم،[4]
قال الله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ
اللهُ أَنْ يَهديَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَنْ يضِلّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كأَنماَ يَصَّعَّدُ فِى السَّماء }الأنعام: 125}
[5] فالغيظ يؤلم القلب، ودواؤه فى شفاء غيظه، فإن شفاه بحق
اشتفى، وإن شفاه بظلم وباطل زاده مرضا من حيث ظن أنه يشفيه، وهو كمن شفى مرض العشق
بالفجور بالمعشوق، فإن ذلك يزيد مرضه، ويوجب له أمراضا أُخر أصعب من مرض العشق ،
وكذلك الغم والهم والحزن أمراض للقلب، وشفاؤها بأضدادها: من الفرح والسرور، فإن
كان ذلك بحق اشتفى القلب وصح وبرئ من مرضه، وإن كان بباطل توارى ذلك واستتر، ولم
يزل، وأعقب أمراضا هى أصعب وأخطر.
[6] وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية، كإزالة أسبابه، أو
بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب، ويدفع موجبها مع قيامها.
[7] ابن قيم
الجوزية، إغاثة اللهفان من
مصايد الشيطان، الجزء الأول
[8] فإذا تعارض حب تعالى الله وحب غيره سبق حب الله تعالى حب ما
سواه فرتب على ذلك مقتضاه؛ ما أسهل هذا بالدعوى وما أصعبه بالفعل فعند الامتحان
يكرم المرء أو يهان وما أكثر ما يقدم العبد ما يحبه هو ويهواه أو يحبه كبيره
وأميره وشيخه وأهله على ما يحبه الله تعالى فهذا لم تتقدم محبة الله تعالى في قلبه
جميع المحاب ولا كانت هي الملكة المؤمرة عليها وسنة الله تعالى فيمن هذا شأنه أن
ينكد عليه محابه وينغصها عليه ولا ينال شيئا منها إلا بنكد وتنغيص جزاء له على
إيثار هواه وهوى من يعظمه من الخلق أو يحبه على محبة الله تعالى.
[9] سورة: نوح: 13، ومعنى كلامه أن أول مراتب تعظيم الحق عز و جل تعظيم أمره
ونهيه وذلك المؤمن يعرف ربه عز و جل برسالته التي أرسل بها رسول الله صلى الله
عليه و سلم إلى كافة الناس ومقتضاها الانقياد لامره ونهيه وإنما يكون ذلك بتعظيم
أمر الله عز و جل واتباعه وتعظيم نهيه واجتنابه فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله
تعالى ونهيه دالا على تعظيمه لصاحب الأمر والنهي ويكون بحسب هذا التعظيم من
الأبرار المشهود لهم بالايمان والتصدق وصحة العقيدة.
[10] العنكبوت: 43
[11] المنافقون: 3
[12] تفسير
الطبري (15/61) وعلقه البخاري في الصحيح برقم (7281)
ورواه الترمذي في السنن برقم (2860) من طريق قتيبة عن الليث به، وقال الترمذي:
"هذا حديث مرسل، سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابر بن عبد الله" قال:
"وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أصح من
هذا" قلت: رواه البخاري في صحيحه برقم (7281) من طريق يزيد عن سليم بن حيان،
عن سعيد بن أبي ميناء، عن جابر بن عبد الله بنحوه. انظر: تفسير القرطبي (ج:
8/329)، الشوكاني، فتح القدير (3/369)،
إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء، تفسير ابن كثير (2/543)، محمد
بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله، تفسير القرطبي (8/296)،
محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى، سنن الترمذى (11/18)
[13] رواه الطبري في تفسيره
(15/60)، بإسناد حسن. وأخرجه أيضًا: الدارمى (1/18 ، رقم 11). "أَخْبَرَنَا
مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا رَيْحَانُ - هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ - حَدَّثَنَا
عَبَّادٌ - هُوَ ابْنُ مَنْصُورٍ - عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ
عَطِيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ الْجُرَشِىَّ يَقُولُ أُتِىَ النَّبِىُّ (
فَقِيلَ لَهُ لِتَنَمْ عَيْنُكَ وَلْتَسْمَعْ أُذُنُكَ وَلِيَعْقِلْ قَلْبُكَ
. قَالَ " فَنَامَتْ عَيْنِى وَسَمِعَتْ أُذُنَاىَ وَعَقَلَ قَلْبِى - قَالَ
- فَقِيلَ لِى سَيِّدٌ بَنَى دَاراً فَصَنَعَ مَأْدُبَةً وَأَرْسَلَ دَاعِياً
فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِىَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ وَرَضِىَ
عَنْهُ السَّيِّدُ وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِىَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ
يَطْعَمْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ وَسَخِطَ عَلَيْهِ السَّيِّدُ قَالَ فَاللَّهُ
السَّيِّدُ وَمُحَمَّدٌ الدَّاعِى وَالدَّارُ الإِسْلاَمُ وَالْمَأْدُبَةُ
الْجَنَّةُ."
[14] أخرجه أحمد والبيهقي عن
أبي ذر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان،
وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة، وأذنه مستمعة،
وعينه ناظرة، فأما الأذن فقمع، والعين مقرة لما يوعي القلب، وقد أفلح من جعل قلبه
واعياً ». راجع: أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني.
الفقيه والمحدث، صاحب المذهب، مسند أحمد (46/341 ، رقم 21916)، عبد الرحمن
بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التأويل بالمأثور (3/278)
[15] فخر الدين الرازى، التفسير
الكبير ومفاتيح الغيب، ج. 11 ص. 13.
[16] ابن قيم الجوزية، مفتاح
دار السعادة، جـ 1، بيروت: دار الكتب العلمية (د.ت) ص189-194
[17] انظر: مفتاح دار السعادة، جـ 1، ص: 117
[18] ابن قيم الجوزية، طريق
الهجرتين وباب السعادتين، بيروت: دار مكتبة الحياة، 1980 مـ، ص: 232-233.