Senin, 22 April 2013

أفكار فخر الدين الرازي الكلامية في التفسير الكبير ومفاتيح الغيب

فخر الدين الرازي، أو ابن خطيب الري، (544هـ - 606هـ)
المقدمة
ورد فى القرآن الكريم[1] آيات كثيرة تبين العقائد الإسلامية وأبرزها عقيدة التوحيد، وهذا يدلنا من غير شك على أن القرآن الكريم قد عنى بالعقائد التى ينبغى أن يعتقدها المسلم عناية كبيرة. فالعلم الباحث فى الأحكام الاعتقادية هو العلم المعروف بعلم الكلام،[2]  والمباحث فيه كان مصدرها القرآن الكريم والأحاديث ما أضيف إلى النبى. ويتفق جميع الفرق اتخاذ هما أساسا على آرائهم،[3] واستخدامهم بالتفسير[4] لتحقيق الفهم عن معانى الآيات القرآنية وأسرارها.
وأحد كتب التفسير وصل إلينا هو التفسير الكبير "ومفاتيح الغيب" ألفه شيخ الإسلام فخر الدين الرازى[5] المتوفى سنة 606 هـ.[6]  وهو مفسر فقيه متكلم فيلسوف طبيب، قد اختلط فى تفسيره منهجا اعتبر غريبا غير مألوف من قبل، اذ فى تفسيره كل شيئ، وهو أول من استحدث التفسير الكونى للآيات مستعينا بالفلسفة والمنطق والعلم.[7] وقد غلب على تفسيره المذهب العقلي الذي كان يتبعه المعتزلة في التفسير، فحوى تفسيره كل غريب وغريبة كما قال ابن خلكان.[8] فإنه جمع في كتابه في التفسير أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير.[9] ولذلك حكي عن بعض المتطرفين من العلماء أنه قال: فيه كل شيء إلا التفسير.[10] وهكذا حدث السؤال كيف كانت حقيقة أفكار فخر الدين الرازى الكلامية فى التفسير الكبير ومفاتيح الغيب؟ وكيف كانت حقيقة أفكاره فى التفسير الكبير ومفاتيح الغيب عمّا يتعلق بالإنسان و عمّا يتعلق بالله على أفكار العلماء المتكلمين السابقين؟ هل يميل إلى المعتزلة فى حين ومرجئة فى حين أو أشعرى فى حين؟ فحدد الباحث بحثه بالأراء الكلامية المتعلقة بالإنسان التى يبحثها الباحث فهى: 1). موقف العقل من النقل، 2). وموقف النقل من العقل، 3). والآيات الجبرية والقدرية. ثم الأراء الكلامية المتعلقة بالله فهى: 1). قدرة الله وإرادته، 2). وعدالة الله، 3). صفات الله.





أفكار الرازي التي تتعلق بالإنسان
أ. موقف العقل من النقل
إن الناس اختلفوا في حد العقل وحقيقته وذهب الأكثرون عن كون هذا الاسم مطلقاً على معان مختلفة فصار ذلك سبب اختلافهم. العقل لغة: المنع، ولهذا يمنع النفس من فعل ما تهواه. مأخوذ من عقال الناقة المانع لها من السير حيث شاءت، وهو أصل لكل علم. قال ابن السمعاني: وكان بعض الأئمة يسميه أم العلم وسلطان البدن.[11]
العقل عند الرازى هو العلم ومحل العلم هو القلب، وأن القلب آلة للتعقل.[12] العقل هو رسول الله إلى الخلق، بل هو الرسول الذي لولاه لما تقررت رسالة أحد من الأنبياء، فالعقل هو الرسول الأصلي.[13] وكان العقل وحده كافياً في الوجوب في حقنا والله تعالى منزه عن طلب النفع والهرب من الضرر.[14] فالعقل له قدرة كافية فى الوجوب ومعرفة وجود الله،[15] والله يأمر بالتأمل وتدبر القلب في خلقتها.[16] ولكن هل تكفى هذه الهبة الإلهية فى معرفة سبيل السعادة الدنيوية والأخروية؟
قال الرازى: أن وعد الرحمن ترجحه الحكمة والعقل، ووعد الشيطان ترجحه الشهوة والنفس،[17] فهذا هو الإشارة إلى وجه النظم،[18] وإشارة بأن العقل يحتاج الحاكم وهو النبى المنزل أو الكتاب،[19] وأن العقل قوة وآلة لقبول الحكمة ولكنه محدود يحتمل الخطأ والصواب.[20] فكانت النبوة آيات وهي سبب لتكليف الإيمان، و إنزال العذاب للكافرين. فإذا قد جاءهم رسول ثم كفروا، فليس لهم حجة.[21] فبهذه ثبت الرازى أن سبيل السعادة الدنيوية والأخروية تعرف عن طلب العلم بتدبر العقل بالدليل الحق لا بالتقليد.[22] وأما معرفة الدين الحق والواجبات على الله كالعبادات، فإن هما يتحققان بعد مجيئ الشرع.
ب‌.موقف النقل[23] من العقل
كل ما يبلغه العقل معرض للخطأ والصواب، فالعقل يعتمد الحاكم يحكم كل ما يبلغ عليه العقل، وهذا الحاكم هوالنبي أو الكتاب.[24] واستخدام العقل وحده أداة لإعادة النظر فى كل ما تعتبره الأمة من المسلمات هو قول يحتاج إلى ضبط وإلى تصويب.[25] إن اتباع الوحي وحده هداية وبصر،[26] فبهذا، كان الرازى يرى أن العقل يستطيع معرفة الله والنقل يثبت تلك المعرفة بآياته القرآنية، والعقل يستطيع معرفة وجود الله والنقل يبين كيف يعمل على ذلك الوجود لأن النقل يشرع عبادته كوجوب الصلاة والصوم والزكاة وحج البيت، وبيان كيفية عبادتها. والعقل يعرف النفع والضرر بل يعرف وجوب فعل النفع وترك الضرر، والنقل حاكم على ما ثبت بالعقل لأنه قد يخطئ ويصيب ويشرعهما بالتفصيل.
ج‌.    الأيات الجبرية[27] والقدرية[28]
وقد اضطربت الجبرية والقدرية في الآية: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أما الجبرية فقالوا: لو كان العبد مستقلاً بالفعل لما كان للاستعانة على الفعل فائدة، وأما القدرية فقالوا الاستعانة إنما تحسن لو كان العبد متمكناً من أصل الفعل، فتبطل الإعانة من الغير، أما إذا لم يقدر على الفعل لم تكن للاستعانة فائدة. وقال الرازى فى هذا المجال: أن القدرة لا تؤثر في الفعل إلا مع الداعية الجازمة، فالإعانة المطلوبة عبارة عن خلق الداعية الجازمة، وإزالة الداعية الصارفة ولنذكر ما في هذه الكلمة من اللطائف. وقوله إياك نعبد يقتضي حصول رتبة عظيمة للنفس بعبادة الله تعالى، وذلك يورث العجب فأردف بقوله وإياك نستعين ليدل ذلك على أن تلك الرتبة الحاصلة بسبب العبادة ما حصلت من قوة العبد، بل إنما حصلت بإعانة الله فالمقصود من ذكر قوله وإياك نستعين إزالة العجب وإفناء تلك النخوة والكبر.[29]
فهل أفعال العباد خلق الله؟ احتج جمهور الأصحاب بقوله: {والله خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} على أن فعل العبد مخلوق لله تعالى فقال النحويون: اتفقوا على أن لفظ ما مع ما بعده في تقدير المصدر فقوله: {وَمَا تَعْمَلُونَ} معناه وعملكم. ففسر الرازى الآية: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (الصافات 96) فأضاف العبادة والنحت إليهم إضافة الفعل إلى الفاعل ولو كان ذلك واقعاً بتخليق الله لاستحال كونه فعلاً للعبد. [30]
الإستنباط، يري الرازى أن أفعال العباد خلق الله، وأضاف الفعل إلي الفاعل، لا إلي الله. وكان وقوع الفعل بتخليق الله. وهذا بين أن أفعال العباد واقعة تحت سلطة الله.
وأما فى الأفعال الحسنة والسيئة: قال الله تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (النساء: 79) قال أبو علي الجبائي: قد ثبت أن لفظ السيئة تارة يقع على البلية والمحنة، وتارة يقع على الذنب والمعصية، ثم إنه تعالى أضاف السيئة إلى نفسه في الآية الأولى بقوله: {قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ الله} [ النساء: 78 ] وأضافها في هذه الآية إلى العبد بقوله: {وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} وقال الرازى في تفسير الآية: فلا بد من التوفيق بين هاتين الآيتين وإزالة التناقض عنهما، ولما كانت السيئة بمعنى البلاء والشدة مضافة إلى الله وجب أن تكون السيئة بمعنى المعصية مضافة إلى العبد.[31]
فهل حصول الإيمان والكفر مضاف إلي الله أو إلي العبد؟ قالت المعتزلة قوله تعالى: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} صريح في أن الأمر في الإيمان والكفر والطاعة والمعصية مفوض إلى العبد واختياره. فمن أنكر ذلك فقد خالف صريح القرآن. وقال الرازى: إن الآية: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (الكهف 29) من أقوى الدلائل على صحة قولنا وذلك لأن الآية صريحة في أن حصول الإيمان وحصول الكفر موقوف على حصول مشيئة الإيمان وحصول مشيئة الكفر وصريح العقل أيضاً يدل له، فإن العقل الاختياري يمتنع حصوله بدون القصد إليه وبدون الاختيار له.[32]
 وقد بينا فيما تقدم أن العقل عند الرازى يستطيع أن يميزالحسن والقبح فيستطيع أن يميز بين الكفر والإيمان. ثم بين الرازى أن الإنسان مضطر في صورة مختارة، ولقد قرر الشيخ أبو حامد الغزالي رحمه الله هذا المعنى في باب التوكل من كتاب إحياء علوم الدين فقال: فإن قلت إني أجد في نفسي وجداناً ضرورياً أني إن شئت الفعل قدرت على الفعل وإن شئت الترك قدرت على الترك فالفعل والترك بي لا بغيري. بل العقل يشهد بأنه يشاء الفعل لا بسبق مشيئة أخرى على تلك المشيئة، وإذا شاء الفعل وجب حصول الفعل من غير مكنة واختيار في هذا المقام فحصول المشيئة في القلب أمر لازم وترتب الفعل على حصول المشيئة أيضاً أمر لازم وهذا يدل على أن الكل من الله تعالى.[33]
إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان 30) ثم قال الرازى: أنه تعالى لما شرح أحوال السعداء وأحوال الأشقياء قال بعده: {إِنَّ هذه تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتخذ إلى رَبّهِ سَبِيلاً وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله} والمعنى أن هذه السورة بما فيها من الترتيب العجيب والنسق البعيد والوعد والوعيد والترغيب والترهيب، تذكرة للمتأملين وتبصرة للمستبصرين، فمن شاء الخيرة لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ إلى ربه سبيلاً. واتخاذ السبيل إلى الله عبارة عن التقرب إليه. ثم قال الرازى فيما محل {أن يشاء الله}؟ وجوابه النصب على الظرف، وأصله إلا وقت مشيئة الله.[34]
 ثم بين الرازى أن جميع ما يصدر عن العبد فبمشيئة الله، كما فسر الآية: يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) {وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله} [ الإنسان: 30 ] يدل على أن جميع ما يصدر عن العبد فبمشيئة الله، وقوله: {يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِى رَحْمَتِهِ والظالمين أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} يدل على أن دخول الجنة والنار ليس إلا بمشيئة الله، فخرج من آخر هذه السورة إلا الله وما هو من الله، وذلك هو التوحيد المطلق الذي هو آخر سير الصديقين ومنتهى معارجهم في أفلاك المعارف الإلهية، وما كان كذلك لا يكون معلقاً على المشيئة البتة، وأيضاً فلأن من كان مديوناً من إنسان فأدى ذلك الدين إلى مستحقه لا يقال: بأنه إنما دفع ذلك القدر إليه على سبيل الرحمة والتفضل. وقوله: {والظالمين أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} يدل على أنه جف القلم بما هو كائن، لأن معنى أعد أنه علم ذلك وقضى به، وأخبر عنه وكتبه في اللوح المحفوظ، ومعلوم أن التغيير على هذه الأشياء محال.[35]
وبين كذلك بأن يحصل علي الناس فهو بإذن الله، وفسر الآية: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (يونس: 100) {إِنَّ الذين حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ ءايَةٍ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} [ونس: 96، 97 ] وقال أيضاً: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملئكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْء قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء الله} [ الأنعام: 111 ] ولم يكن هذا الإلجاء إلى الإيمان، بل كان ذلك عبارة عن خلق الإيمان فيهم، ثم يقال لكنه ما خلق الإيمان فيهم، فدل على أنه ما أراد حصول الإيمان لهم. وأنه تعالى لما ذكر هذا الكلام قال: {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ الناس حتى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} والمعنى أنه لا قدرة لك على التصرف في أحد، والمقصود منه بيان أن القدرة القاهرة والمشيئة النافذة ليست إلا للحق سبحانه وتعالى.[36]
فمن البيان المتقدم، يستنبط الباحث أن شيخنا فخرالدين الرازى ليس قدريا ولا جبريا، إنه شرح الأفعال الاختيارية للعباد يمنح لهم دورا عظيما لتكون أفعالهم منسوبة إليهم ولكن مهما كان انتساب الأفعال إليهم حقيقيا هو يربط ويحصّر على أن اختيارهم الكبير تحت سلطة الله.






[1] قال محمد اسماعيل ابراهيم في كتابه القرآن وعزته العلمى، القرآن هو الكتاب المقدس كالمعجزة الباقية إلى يوم القيامة، وهو خطاب الله المنزّل منه على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بوسيلة جبريل. القرآن منزل من الله هدى للناس ولكافة الأنام. وهو متبحر المعانى والأسرار والفن والمبالغة فى الترتيب وتنظيم الكلمات والجمل والذوق اللغوى والشرائع البالغة والفلسفة والعلوم المتنوعة والأقاييس وما أشبه ذلك. (القاهرة: دار الفكر العربى، 1968) ص:12.
[2] قال ابن خلدون فى كتابه المشهور "تاريخ ابن خلدون" علم الكلام هو علم يتضمن الحجج عن العقائد الايمانية بالادلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة وسر هذه العقائد الايمانية هو التوحيد فلنقدم هنا لطيفة في برهان عقلي يكشف لناعن التوحيد على أقرب الطرق،انظر ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، الجزء الأول، ص 458، ويري أمل فتح الله أن علم الكلام هو العرض عن العقيدة الإسلامية والدفاع عنها إزاء أعداء الدين ومعرفة الذات والصفات. فعلماء هذا العلم يتخذون العقل والنقل وسيلة لإثبات العقيدة ودفاع عنها بالنظر العقلى.[2] وسمى محمد عبده هذا العلم بعلم التوحيد ويدور القول فيه حول التوحيد والنبوة والوحى والعلاقة بين الخالق والمخلوق والصفات الإلهية والفعل الإلهى والعدالة الإلهية ومشكلات الجبر والاختيار. أمل فتح لله زركشي  علم الكلام تاريخ المذهب الإسلامية وقضاياها الكلامية، (مطبعة دار السلام،كونتور،دن)، ص: 6.
[3] وكان اختلافهم فى تفسير النص سببا على ظهور الفرق الكلامية.
[4] التفسير لغة هو علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه. إمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزرقانى، البرهان فى علوم القرآن، (مصر: دار إحياء الكتب المصرية 1975) الجز: 1 ص: 13
[5] فخر الدين الرازى هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين. ولد في الري بطبرستان سنة أربع وأربعين بعد خمسمائة (544 هـ). كان يعرف بابن الخطيب أو ابن خطيب الرى لأن والده كان خطيب مسجد الرى، ثم خلفه هو فى منصبه ذلك. لقبه: كما تعدد فى كتب التاريخ اسمه كذلك لقبه، فهو "الإمام" و"فخر الدين" و"الرازى" و"شيخ الإسلام".كما قال محمد صالح الزركان في كتابه. فخر الدين الرازى وآراءه الكلامية والفلسفية. (دار الفكر. بيروت لبنان 1607.) ص: 15
[6] محمد صالح الزركان، نفس المرجع
[7] الشيخ صالح آل الشيخ، منهج المفسرين، القاهرة: موسوعة المكتبات الإسلامية. 2004. ص. 15
[8] نقلا عن الموسوعة العربية العالمية   Global Arabic Encyclopediahttp://www.mawsoah.net
[9] أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان، تفسير البحر المحيط، http://www.altafsir.com، الجزء 1، ص:445
[11]  أبو حيان محمد بن يوسف، البحر المحيط،    http://www.al-islam.com الباب 1 ص. 90، قال الجرجانى أبو الحسن (322هـ - 392هـ، 933 - 1001م) في كتابه التعريفات، العقل: جوهر روحاني خلقه الله تعالى متعلقاً ببدن الإنسان، وقيل: العقل: نور في القلب يعرف الحق والباطل، وقيل: العقل: جوهر مجرد عن المادة يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف. وقيل: قوة للنفس الناطقة، وهو صريح بأن القوة العاقلة أمر مغاير للنفس الناطقة، وأن الفاعل في التحقيق هو النفس والعقل آلة لها، بمنزلة السكين بالنسبة إلى القاطع، وقيل: العقل والنفس والذهن، واحد، إلا أنها سميت عقلاً لكونها مدركة، وسميت نفساً لكونها متصرفة، وسميت ذهناً لكونها مستعدة للإدراك. الجرجاني، التعريفات، http://www.alwarraq.com، الجزء 1 ص. 48، وقال المرتضى الزبيدى مرتضى (1145 - 1205هـ، 1732 - 1790م). العَقْل هو ضِدُّ الحُمق أو هو العِلمُ بصفاتِ الأشياءِ من حُسنِها وقُبحِها وكمالِها ونُقصانِها أو هو العِلمُ بخيرِ الخَيرَيْن وشَرُّ الشَّرَّيْن أو مُطلَقٌ لأمورٍ أو لقُوَّةٍ بها يكون التَّمييزُ بين القُبحِ والحُسنِ. محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني أبو الفيض، تاج العروس من جواهر القاموس، http://www.ahlalhdeeth.com   الجزء. 1 ص. 7339. وأما محله: قال الجرجانى إن محله الرأس، وقيل محله القلب. واستدلوا لذلك بقوله تعالى {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} أي عقل. فنستنبط بأن العقل هو قوة للنفس بها تستعد للعلوم والإدراكات وهو غريزة يتبعها العلم ويدرك به الغائبات بالوسائط والمشاهدات بالمشاهدة، وهو قوة لتمييز القبح والحسن، وهو ما يمتاز به الإنسان عن سائر الحيوان.
[12] فيستدل الرازي بقول تعالي: {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} العلم، وقوله: {يَعْقِلُونَ بِهَا}، ثم قال، إن مجرد العقل سبب في أن يجب علينا فعل ما ينتفع، وترك ما يتضرر. وهذا كما وفسّر الآية: مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (الإسراء:15) المراد وما كنا معذبين في الأعمال التي لا سبيل إلى معرفة وجوبها إلا بالشرع أو بعد مجيء الشرع وقيام الدلائل. فخر الدين الرازى، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب، ج. 11 ص. 13
[13] نفس المرجع، ج، 10 ص. 19
[14] نفس المرجع، وهكذا يتبين أن العقل عند الرازى يقدر علي معرفة الخير والشر، والنفع والضرر، والحسن والقبح. والعقل هو سبب التكليف. وبالعقل نعرف وجوب فعل النفع وترك فعل الضرر.
[15] فسر الرازى الآية: أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ. وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية: 17-20) هذه الآية توجب على العاقل أن ينظر في خلقتها وتركيبها ويستدل بذلك على وجود الصانع الحكيم سبحانه.  نفس المرجع،  ج، 16 ص. 492
[16] قال الرازي في قوله تعالي: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت:53) وفي قوله تعالي: وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ(الذاريات: 21) يعني نريهم من هذه الدلائل مرة بعد أخرى إلى أن تزول الشبهات عن قلوبهم ويحصل فيها الجزم والقطع بوجود الإله القادر الحكيم العليم، نفس المرجع، ج، 13 ص. 406
[17] ولا شك أن حكم الحكمة والعقل هو الحكم الصادق المبرأ عن الزيغ والخلل، وحكم الحس والشهوة والنفس توقع الإنسان في البلاء والمحنة، فكان حكم الحكمة والعقل أولى بالقبول.
[18] استدل الرازي بقوله تعالي: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَ أُولُو الأَلْبَابِ (البقرة :269) فخر الدين الرازى، المرجع السابق، ج. 4 ص. 7 كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اختلفوا فِيهِ وَمَا اختلف فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اختلفوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (البقرة: 213)
[19] فسر الرازى قوله تعالي: كَانَ الناس أُمَّةً واحدة فاختلفوا فَبَعَثَ الله النبيين -إِلَى قوله - لِيَحْكُمَ بَيْنَ الناس فِيمَا اختلفوا فِيهِ. أنه تعالى حكم بأنه كان الناس أمة واحدة، ثم أدرجنا فيه فاختلفوا بحسب دلالة الدليل عليه. {لِيَحْكُمَ بَيْنَ الناس} يكون المعنى: ليحكم الله، أو النبي المنزل عليه، أو الكتاب على دلالة اختلف الناس فيها بعد ما تدبروا فيها. ثم استدل الرازى بقوله تعالى: إِنَّ هذا القرءان يهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ المؤمنين. (الإسراء : 9). نفس المرجع،  ج. 3 ص. 245
[20] قال الرازى: أنه تعالى منعنا أن نكتفى بما لا علم لنا به من قول أو فعل، وحاصله يرجع إلى النهي عن الحكم بما لا يكون. فيستدل بقوله تعالي: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (الإسراء :36). نفس المرجع ، ج. 5 ص. 52
[21]مستدلا بقله تعالي: وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (طاه: 133-134) نفس المرجع
[22] كما فسر الآية: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (البقرة: 170) قال الرزي أن الله تعالى أمرهم بأن يتبعوا ما أنزل الله من الدلائل الباهرة فهم قالوا لا نتبع ذلك، وإنما نتبع آباءنا وأسلافنا، فكأنهم عارضوا الدلالة بالتقليد، وأجاب الله تعالى عنهم بقوله: {أَوْ لَّوْ كَانَ آباؤهم لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} وقال: أن تطلب العلم بالدليل، لا بالتقليد. فخر الدين الرازى، المرجع السابق، ج. 3 ص. 17
[23] هو الوحى الإلهى، فى بلاغه القرآنى وبيانه النبوى. والوحي في اللغة إعلام في خفاء، ولذلك صار الإلهام يسمى وحيا، ومنه " وإذ أو حيت إلى الحواريين " (المائدة: 111) وقوله: "وأوحى ربك إلى النحل" (النحل: 68) وقيل: معنى " أوحيت إلى الحواريين " أمرتهم، يقال: وحى وأوحى، ورمى وأرمى، بمعناه. قال العجاج: أوحى لها القرار فاستقرت أي أمر الارض بالقرار. وفي الحديث: (الوحي الوحي) وهو السرعة، والفعل منه توحيت توحيا. قال ابن فارس: الوحي الاشارة والكتابة والرسالة، وكل ما ألقيته إلى غيرك حتى يعلمه وحي كيف كان. والوحي: السريع. والوحى: الصوت، ويقال: استوحيناهم أي استصرخناهم. والوَحْي من اللّه عزّ وجلّ ثناؤه نَبَأ وإلهام، ومن الناس إشارة. قال اللّه جلَّ ثناؤه: " وأوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْل ". وقال في قصة زكريّا: فأوحى إليهم أنْ سَبِّحوا بُكْرةً وعَشِيًّا ". ابن دريد، جمهرة اللغة،  http://www.alwarraq.com الجزء. 1، ص. 85
[25] محمود حمدى زقزوق، شبهات المشككين، http://www.islamic-council.com الجزء. 1، ص. 16
[26]  سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي (المتوفى : 1385هـ)، في ظلال القرآن، مصدر الكتاب : موقع التفاسير، http://www.altafsir.com، الجزء 3 ص. 41، وبين فخرالدين الرازى موقف النقل كدليل علي مايبلغه العقل فى تفسير الآية: ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَرَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (البقرة:2) وقال أنه هدى للمتقين ودلالة لهم على وجود الصانع، وعلى دينه وصدق رسوله، فهو أيضاً دلالة للكافرين. إلا أن الله تعالى ذكر المتقين مدحاً ليبين أنهم هم الذين اهتدوا وانتفعوا به كما قال: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يخشاها} [النازعات : 45] وقد كان عليه السلام منذراً لكل الناس، فذكر هؤلاء الناس لأجل أن هؤلاء هم الذين انتفعوا بإنذاره. وكون القرآن موصلاً إلى المقصود ليس إلا في حق المتقين.[26] وهذا بين بأن النقل عند الرازى هدي للعاقلين لأنه ليس إلا فى حق المتقين.
[27] الجبر: هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى، والجبرية أصناف: فالجبرية الخالصة: هي التي لا تثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل أصلاً، والجبرية المتوسطة: هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلاً؛ فأما من أثبت للقدرة أثراً ما في لفعل، وسمى ذلك كسباً فليس بجبري. الشهرستاني، الملل والنحل، موقع الوراق http://www.alwarraq.com الباب 1 ص. 16. إن الإنسان لا يقدر على شيء، ولا يوصف بالاستطاعة؛ وإنما هو مجبور في أفعاله: لا قدرة له، ولا إرادة، ولا اختيار، وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وتنسب إليه الأفعال مجازاً.
[28] القدرية: هم الذين يزعمون أن كل عبدٍ خالقٌ لفعله، ولا يرون الكفر والمعاصي بتقدير الله تعالى. الجرجاني، التعريفات، موقع الوراق http://www.alwarraq.com الباب 1 ص. 55. يقولون: إن العبد إنما يستحق الثواب والعقاب بفعله الطاعة والعصيان، وباعتبار أنه الخالق لأفعال نفسه دون الله تعالى، تنزيهاً له تعالى عن أن يضاف إليه خلق الشر: من كفر ومعصية. وإذا كان العبد هو الخالق لأفعال نفسه الموجد لها فليس قدر سابق. القلقشندي، صبح الأعشى، موقع الوراق http://www.alwarraq.com، الباب 5 ص. 268
[29] فخر الدين الرازى، المرجع السابق، ج. 1 ص. 232
[30] نفس المرجع ، ج 13 ص. 135
[31]  نفس المرجع ، ج. 5 ص. 293
[32] نفس المرجع ، ج. 10 ص. 201
[33] نفس المرجع
[34] نفس المرجع ، ج. 16 ص.  246
[35] نفس المرجع ، ج. 16 ص.  247
[36] نفس المرجع، ج. 8 ص. 353 

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Jalaluddin Rumi, Penyair Sufi Terbesar dari Konya-Persia

          Dua orang bertengkar sengit di suatu jalan di Konya. Mereka saling memaki, “O, laknat, jika kau mengucapkan sepatah makian terh...